26مايو

موسى جديد

          في نزوله في تلك الدار، خَبِرَها ملجأً لجميع الناس، ولا سيّما منهم الذين ينزفون من القهر. الزيارات إلى شيخها لا تنقطع. في صباح كلّ يوم، كان المؤمنون يحضرون، بموعد وبغير موعد، ويقعدون في مدخل الدار بانتظار أن يُستَقبلوا. كان، في دخوله وخروجه، يلاحظ تعب بعضهم من عيونهم المثقلة، وتنهّدات تعبق في صدورهم، وكلمات تفلت من أفواههم. وهذه، التي توحي بما بهم، تقول لِمَ هم هنا الآن.

            كيف يقدر المسؤول على أن يستمع إلى هذا الكمّ من النزف؟ كيف يقدر يوميًّا؟!

            أراد، يومًا، أن يتكلّم معه على النزف. وضع أسئلته الصعبة على حِدَةٍ، وصعد إلى فوق. صعد يحمل موضوعًا يقلقه.

            كان، كلّما رأى الناس مجتمعين في مدخل الدار، يذكر يترو كاهن مدين وحما موسى. كان قد أعاد قراءة الحوار، الذي جرى بين يترو وموسى، منذ أيّام قليلة. وهذا مضمونه أنّ يترو رأى، يومًا، موسى صهره ينظر في مشاكل الشعب الموجود قربه من الصباح وحتّى المساء. فاقترب منه، وقال له: "ما هذا الذي تصنعه للشعب، وما بالك جالسًا وحدك، وكلّ الشعب واقف أمامك من الصباح إلى المساء؟". أجابه موسى: "إنّ الشعب يأتي إليّ، ليستشير الله. فإذا كانت له قضيّة، يأتيني، فأقضي بين الرجل وصاحبه، وأعرّفهم فرائض الله وشرائعه". فقال له حموه: "ليس ما تصنعه بحسن. فإنّك، ولا شكّ، تُنهك نفسك كثيرًا أنت وهذا الشعب الذي معك أيضًا، لأنّ هذا الأمر فوق طاقتك، ولا تستطيع أن تتولاّه وحدك. والآن، اسمع منّي ما أنصحك به، فيكون الله معك. كنْ أنت للشعب أمام الله، وترفع أنت القضايا إليه. وتنبّههم إلى الفرائض والشرائع، وتعرّفهم الطريق الذي يسلكونه والعمل الذي يعملونه. وأنت فاخترْ من كلّ الشعب أناسًا مهرةً أتقياء لله أهلاً للثقة يكرهون الكسب. وتقيمهم عليهم رؤساء ألف ومئة وخمسين وعشرة. فيقضون للشعب في كلّ وقت، ويرفعون إليك كلّ قضيّة هامّة، وكلّ قضيّة صغيرة هم يقضون فيها. وخفّف عن نفسك، وهم يحملون معك. فإن أنت فعلت هكذا وأمرك الله بأمر، أمكنك الثبات، وهذا الشعب كلّه ينصرف إلى مقامه بسلام" (خروج 18).

            هل لاقتراح يترو مكان في هذه الدار؟

            كان خوفه على صحّة شيخهم كبيرًا. لا أحد بشريًّا يقدر على أن يتحمّل هذا الجهد المضني. لا أحد!

            دخل عليه. وقعد في مكانه المعتاد. وسمّى له يترو. استوضحه، فأوضح. فسمع ما كان يقدّره: "لا يمكننا أن نعتمد اقتراحه في كلّ شيء. هنا، الشعب يريدون أن يروا المسؤول شخصيًّا. كلٌّ له طلبه. وأنت يجب أن تسمعهم، وتريحهم". سمعه، وأجابه توًّا: "لكنّك تفعل على حساب صحّتك. إنّك تهلك نفسك"! فسمع ما كان يقدّره أيضًا: "خير أن يموت رجل واحد عن الشعب"!

            إنّها الآية عينها.

            الآية العنوان!

            الآية التي قال إنّه تعلّم على رفقته أبعاد معانيها.

            الآية التي تحقّق، في هذه الجلسة "النازفة"، أنّ ثمّة، في الأرض، مَنْ يأتون منها فعلاً.

            كان قد تكلّم على أنّ في الدار أشخاصًا "مهرة أتقياء لله أهلاً للثقة". الدار منظَّمة. ليس هذا مبعث قلقه. قلقه سببه أنّ سيّدهم، على علمه أنّ ما يطرحه معظم الناس عليه يمكن أن ينظر فيه شخص آخر، يُدخل مَنْ يريد الدخول عليه. الناس يطلبون أن يروه. وهو يخضع! لم يتصوّر أنّه، بما يفعله، لا يقيم وزنًا للمسؤولين الذين أقامهم في الدار، لينظروا في أمور الناس. هذا ليس حاله بتاتًا. صار يعرف حاله. ويمكنه أن يقوله بحرّيّة ضمير: إنّه، في غير أمر، يحكمه ألم التاريخ. إنّه يريد أن يفتح داره للّذين أتعبهم إقفال الدور!

            لو كان لأحد أن يستمع إلى أيّ حوار يجريه زائر مع موظّف موجود، لسمع العبارات ذاتها:

            - "هل يمكنني أن أساعدك؟"، يقول الموظّف.

            - "أريد أن أرى سيّد الدار"، يردّ الزائر.

            - "أنا هنا في خدمتك"، يتابع الموظّف.

            - "قلتُ ما أريده!"، يكرّر الزائر.

            الناس، من حيث يدرون أو لا يدرون، يساهمون في تحقيق الآية. "يميتون الرجل الواحد"! ولكنّ "رجلهم" راضٍ بالموت نصيبًا. شعر بأنّ جوابه يحمل كلّ الحبّ. حبّ لا يميّز بين مَنْ يدفعه الشوق إلى أن يلتمس حقَّ الله في رؤيته، وبين مَنْ يريده أن يقضي له في شكوى مجحفة. كيف تقضي لِمَنْ أجحف؟ كيف تعالج مَنْ يعرض بقاياه، ويتفاخر بقبحه؟ وماذا تقول لِمَنْ يذكرون الكنيسة في أوقاتهم الصعبة، أو "عندما تعضّهم الحاجة"[1]؟ أسئلة لا مكان لها في تلك الشرفة التي يلفّها النور. باتت ثقته كاملة بأنّ شيخهم موجود، ولا سيّما لِمَنْ كانت أوضاعه صعبة. شأنه أن يأتمر بخبرة مَنْ قال إن كان من غير "الممكن أن يصير الجميع عادمي الأهواء، لكنّه من الممكن أن يخلص الجميع، ويتصالحوا مع الله"[2].

            لا يمكنه أن يدّعي أنّ شيخهم كشف، مرّةً، موضوع شكوى رفعها أحدهم إليه. بلى، كان، في بعض الجلسات، يتكلّم على آلام الناس وصعوباتهم المرهقة. لكنّه لم يكنْ يتبسّط في تفاصيل، أو في أسماء، ليس له أن يكشفها. وكان يقينه الثابت أنّ خير قضاء يقضي به شيخهم أن يحيا المؤمن تحت رعاية عيني الله. ذاك هو سبيل الحياة. فبعيدًا من عيني الله، يُتلف المرء نفسه. يَعدّ المصائب، وينسى المواهب. يتخبّط بمصاعبه. يغرق. قضاؤه الوحيد أن يذكّر مَنْ يقصدونه بأن يرفعوا أيديهم إلى يد الربّ الممدودة، لتنتشلهم من كلّ غرق مهلك. شأنه الثابت أن يُسمعهم صوته يقول لكلّ واحد منهم: "أنا لك. أنا لك أخ وعريس. منزل وطعام ولباس. أيًّا كان ما تريده، فأنا هو. لن يعوزك شيء. أكون لك خادمًا. فما جئت لأُخدَم، بل لأَخدِم. أكون لك الصديق والأخ والأخت والأمّ. أنا الكلّ لك. فقط، التصق بي. صرتُ فقيرًا لأجلك. وفوق الصليب لأجلك. وداخل القبر لأجلك. وفوق، (في السماء)، أشفع لك أمام الآب. أنت كلّ شيء لي. الأخ والشريك في الميراث، والصديق. فماذا تريد أكثر من هذا؟!"[3]. كان يقينه أنّه يريد الناس مخلِصين، لينقذوا حياتهم من البعثرة، ويضفوا عليها وحدةً بُرئوا عليها.

            كيف يتعلّم الناس أنّ "المسيح سلامُنا" (أفسس 2: 14)؟ كيف يعرفون جميعهم أنّ السلام هو شخص الإله الكلمة؟ كيف يبحثون، في قلوبهم، عن المواساة التي يحتاجون إليها؟ كيف لا "يجعلون المسيح على شفاههم والعالم في قلوبهم"[4]؟ وكيف يرتضون، نهائيًّا، حكم الله؟

            كان الشيخ، موساهم الجديد، قاعدًا في شرفته من أجل أن يجيب عن هذه الأسئلة المقلقة. يذكّر بها، ويجيب عنها. كان يصرف نفسه حبًّا، ليعرف الناس جميعًا أنّ الله أبا ربّنا يسوع المسيح هو، وحده، مخلّص العالم، ويتقدّموا نحوه (أفسس 4: 15) إن كانوا بعيدين، ويزيدوا تقدّمهم إن كانوا يحيون من قُرْبِهِ. أمور كثيرة مرّت أمامه ثبّتت له ذلك. وكان هو مأخوذًا بهذا الصرف كلّ الأخذ. صار يعرف أنّ المسؤول، في الجماعة، شأنه ألاّ يدين الناس على غلط ثابت أو طارئ، بل أن يدلّهم على الحقّ، و"يخضعهم بالوداعة"[5]. "فإنّ الله لم يرسل ابنه إلى العالم، ليدين العالم، بل ليخلّص العالم" (يوحنّا 3: 17). وأنت، إن أُقمت على صورة الابن الوحيد، شأنك أن تقتدي به. فـ"خير أن يموت رجل واحد عن الشعب"، يجب أن تعني لك أن تبذل نفسك، ليحيا غيرك. إنّك أُقمتَ من أجل أن تخدم مَنْ يهدّدهم الموت بوجوهه كافّة، ليحيوا، ويفيئوا إلى أمر الله.

            لقد أيقن، فوق، في تلك الدار المنعمة، أنّ ما من أمر ينقذ المتمرّغين في تراب الأرض، كما يفعل الحبّ المعروض. الحبّ ذاته يقول كلّ شيء، ويوجّه، ويحذّر، ويوبّخ حيث يجب. كان يلفته، في كلّ الأحاديث التي أجراها مع شيخهم، أنّ أسلوبه أن يحارب الرذيلة بحبّ الفضيلة. يرفعك إلى الله وبرّه وصلاحه وجماله. هذه طريقة من طرائق ابن الله. فالربّ همّه أن تتوب إليه من طريق قبولك الحقّ. ألم يفعلْ هذا مع تلك المرأة السامريّة التي انتظرها قرب بئر يعقوب (يوحنّا 4: 1- 42)؟ عندما سألها أن تدعو زوجها، وأجابته "ليس لي زوج"، ألم يقلْ لها: "أصبتِ إذ قلت: ليس لي زوج"؟ بلى، الحوار يبيّن أنّ الربّ كان يعرف أنّ المرأة تزوّجت خمس مرّات، وتقيم مع رجل علاقة غير شرعيّة. ولكنّه آثر أن يرى في جوابها إصابة. رآها صادقة! أراد أن يعلّمها أن تترك الكذب من طريق حبّ الصدق! الربّ لا ينفكّ يبادر إلينا فيما نحن غارقون في وحل الأرض. وهذا خير ما انطبع عليه سيّد الدار.

            كان شيخهم يقعد على كرسيّه، ويستقبل الناس، ليغسلهم بماء الحقّ.

            رجل لا يتعب.

            رجل لا يستسلم لتعب.

            رجل لا يريد أن يتعب.

            رجل يريحه أن يتعب!

            مرّ هذا بباله، وسمع نفسه يخاطب نفسه: "ويلٌ للكنيسة التي يتعب أسقفها! ويلٌ للمؤمنين، إذا آثر إمام الجماعة راحته على خدمة شعب الله!".

            كان أسقفهم، بصرفه نفسه، يتجنّب الويل له وللناس جميعًا. ولذلك كان جلوسه طوبى للكثيرين.

            مِنَ الذين كان يراهم يتوافدون عليه، باستمرار، كهنةُ أبرشيّته. علاقة الكاهن بأسقفه هي، في التراث، من مقتضيات الإيمان القويم. إذ لا يقدر كاهن على أن ينفصل عن رئيسه، ويبقى في موقعه. موقعه ارتباط، ارتباط بِمَنْ أقيم على صورة مسيح الله. فما ترسمه الحياة الليتورجيّة، ولا سيّما "سرّ الشكر"، يحكم الحياة الكنسيّة ونظامها وترتيبها. كان يلاحظ أنّ الكهنة يقدّرون شيخهم الذي أقامته النعمة رقيبًا على كنيستهم. يقدّرون وعيه وحكمته وعلمه، ويحجّون إليه في وقت مقبول وغير مقبول. فللكاهن خدمته التي لا تخلو من مصاعب. وهل ثمّة كتف مثل كتف شيخهم، ليرموا همومهم عليها؟ كان يرى الكهنة في الدار، فيقدّر أنّهم، هم أيضًا، يحملون إليه بنات صدورهم. وكان شيخهم يبيّن، لجميع مَنْ يدخلون عليه، المحبّة كلّها. لا يميّز بين وجه وآخر. وإن جاز القول بالتمييز، فلربّما يختار منهم الذين يحتاجون إلى قُرْبِهِ وحكمتِهِ أكثر من سواهم. هذا تُبَيِّنُهُ يداه المرفوعتان حبًّا لِمَنْ يستقبلهم، وسلامه المعمَّر بالشوق والرقّة، وتاليًا الوقت الذي يقضيه معهم.

            كان هو يشعر بأنّ الكهنة، بدخولهم عليه، يرتاحون. يعرف من خروجهم. إنّهم يرمون أتعابهم في "المكان" المناسب. ويشعر بأنّ شيخهم يستريح إليهم جميعًا، و"يخاطبهم كرفقة في التعليم"[6]. فهُم "مجلس الله"، كما سمعه يردّد مرارًا. يا لَتواضعه! عندما تعلّم أنّ التراث سمّى الكهنة "مجلس الله"[7]، بقي يعتبر أنّ في كلامه تواضعًا كبيرًا. هو لم يشعر، يومًا، بأنّ شيخهم يقول شيئًا لا يقصده. لا، بل إنّه يقصد كلّ ما يقوله. إنّه يراهم مجلسًا. إنّه يغنيهم بمواهبه العظيمة، ويراهم مجلسًا. إنّه، هكذا، يريد الناس جميعًا أن يعظموا. أن يعظموا في كلّ شيء. أن يعظموا فحسب. فأنت، إن أُحْبِبْتَ، تغدو موجودًا. وكان هو يحبّ، ليوجِد.

            في علاقته بِمَنْ يزورونه، كهنةً كانوا أم عوامّ، كان يبتعد عن سماع المديح. هو لا يَمتدح، ولا يحبّ أن يُمتدح. يأتي من تراث النسّاك الذين جعلوا الشيطان على لسان المدّاح وفي أذني مَنْ يسمعه. لكنّه لا يمنع نفسه من ذكر الخير الذي يراه في الآخرين. هذا، أيضًا، من التراث الحيّ. والخير معطًى من الله. يذكر الخير، ليمجَّد الله الجزيل عطاؤه. وكما علاقته بالناس جميعًا، ولا سيّما أهل الدار، علاقته بكهنته. علاقة تحكمها الثقة. المحبّة والثقة. لم يعرف، في زمن إقامته، أنّه حاكم كاهنًا على خطأ، أو تقصير. ربّما يكون فعلها في جلسات خاصّة! فمن شيمه أنّه لا يكسر أمام الملأ. بلى، قد يؤنّب، علنًا، على لحنٍ يشوّه قطعة صلاة في قراءة كنسيّة. ولكنّه لا يكسر قلبًا. يرمّم. يبني. ولكنّه لا يكسر. مثاله، في ذلك، ما قيل في مسيح الله:

            "هوذا عبدي الذي اخترتُهُ

            حبيبي الذي عنه رضيت

            سأجعل روحي عليه

            فيبشّر الأمم بالحقّ

            لن يخاصم ولن يصيح

            ولن يسمع أحد صوته في الساحات

            القصبة المرضوضة لن يكسرها

            والفتيلة المدخِّنة لن يطفئها

            حتّى يسير بالحقّ إلى النصر

            وفي اسمه تجعل الأمم رجاءها" (متّى 12:  18- 21).

            مثاله مسيح الله. وهل ثمّة مثال أعلى؟ وكان ربّه يقوده، بنفسه، إلى تحقيق المثال.

            إذا تكلّمنا بشريًّا، فثمّة خطر، في الحبّ، يتمثّل في أمور كثيرة! ومنها، مثلاً، أن تعلّي مَنْ تراه يستحقّ محبّتك، أو أن تُدني منك مَنْ يبادلك المحبّة. ولكنّ محبّة شيخهم لم تكنْ بدنيّة، أي تحكمها انفعالات بشريّة. يحبّ الجميع. يحبّ فحسب. لا ينظر في استحقاق، ولا ينتظر مقابلة، ويسامح على كلّ شيء. لا يعني هذا أنّ مَنْ يحبّ، مسيحيًّا، لا يتألّم بتاتًا. فقد يتألّم. لكن، مَنْ كان مسيح الله معه، لا يعوزه آخر. مَنْ ثبّت وجهه نحو يسوع الناصريّ المصلوب (عبرانيّين 12: 2 و3)، تمطره السماء ببركات عزائها. كيف لا يتغيّر حالك أمام جميع الناس؟ كيف تحبّ الذين يستحقّون والذين ربّما لا يستحقّون؟ هذا، في تراثنا، هو كمال العفّة. كان شيخهم نازِهَ النفس، ليعفَّ مَنْ يقابلهم، ويتوبوا إلى مسيح الله، ويخلصوا. فالأسقف شأنه الأعلى أنّه خادم خلاص الله. وكان أسقفهم يحيا من هذه الخدمة التي هي الدلالة القصوى على أنّ الربّ نفسه حاضرٌ في زماننا، ويفعل. ليس الخلاص شأنًا من ماضٍ فحسب. خلاص الله شأن كلّ زمان ومكان. وأنت، خادمه، من واجبك الملزم أن تتحدّث عنه باستمرار. تتحدّث عنه، أي تظهره راجيًا أن يرتفع الناس إليه. يمكنه أن يجزم أنّ الرجل، في كلّ لقاءاته التي تسنّى له أن يشارك فيها، كان همّه الأعلى أن يرتفع سامعوه إلى الله الحاضر، أن يذكروا حبّه، ويمتشقوا إليه. وهذا شأن لا يوازيه شأن. هذا شأن الله الذي يجعل لنا، إن التفتنا إليه بحبّ، شأنًا آخر لا ينشئه العالم، ولا يعطيه.

[1] رسالة برنابا 10: 3 (الآباء الرسوليّون، عرّبه عن اليونانيّة مطران حلب إلياس معوّض، منشورات النور، 1970).

[2] القدّيس يوحنّا السلّميّ، السلّم إلى الله، تعريب رهبنة دير مار جرجس الحرف، منشورات النور، 1980، المقالة 26: 82.

[3] القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، عظات على إنجيل متّى 76: 5.

[4] رسالة القدّيس أغناطيوس الأنطاكيّ إلى أهل رومية 7: 1.

[5] يقول القدّيس أغناطيوس الأنطاكيّ: "لن يكون لك فضل إذا أحببت التلامذة الصالحين، روّض الأشرار، وأخضعهم بالوداعة" (الرسالة إلى بوليكاربوس 2: 1).

[6] رسالة القدّيس أغناطيوس الأنطاكيّ إلى أهل أفسس 3: 1.

[7] رسالة القدّيس أغناطيوس الأنطاكيّ إلى أهل تراليان 3: 1.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content