هناك رواية، تعلّمتُها على صديق، سأنقلها إليكم اليوم. كان صديقي يتكلّم على الذين يظلمون الآخرين بإسقاطهم أفكارهم عليهم. ثمّ روى عن رجل كان في قطار معه أولاده الثلاثة الصغار. الأولاد، في القطار، كانوا يتعاملون مع الركّاب الآخرين جميعًا كما لو أنّهم صغار مثلهم، شركاء في اللعب الذي كانوا يمارسونه بجلبةٍ لا تُحتمَل. لم يتركوا كتابًا، أو مجلّةً في يد راكب من دون أن يأخذوها، ويرموها بعيدًا عنه. واحد من الركّاب، الذي يتابع المشهد، كان بطنه يعجّ بأفكار كلّها تحكم على هذا الأب الذي رآه لا ينفع بشيء مع أولاده. ثمّ دفعت الرجلَ أفكارُهُ إلى أن يقوم إلى الأب، ويطلب منه أن يلزم أولاده بالقعود قربه من دون حراك. وصل غضب الكلمات إلى الأب. أجابه بهدوء: "جئنا الآن من دفن أمّهم. إن كنتَ قادرًا على أن تساعد في إسكاتهم، تقدّم لي خدمةً جليلة"! مَن ينقذنا من مثل هذه المحنة؟
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults