17ديسمبر

من دون إذن!

عندي صديقان، رجل وزوجته، يعملان في إدارة بناء. زرتُهما أمس. تحدّثنا عن أمور عديدة، عن سورية، بلدهما، وعن الحياة وصعوباتها... الكلمات، التي أثارتني في الزيارة، قالتها الزوجة. قالت: "أنت، غريبًا في لبنان، إذًا أنت، برأي معظم الناس فيه، شخص قاصر. الناس، في البلد، جيرانك في البناء أو  الحيّ، يسمحون لأنفسهم دائمًا أن يكلّموك، من دون إذن، على أيّ شيء، على الطريقة التي تحكي فيها أو تلبس فيها أو تربّي أولادك... أنت تتعاطى عملاً وضيعًا، إذًا أنت، مثله، وضيع. ليختبرْ لبنانُ حقيقتي، علمي وقدراتي. ليعطني فرصةً لحياة فضلى. أنا ليس لي مطامع في خبز أحد"!… صمتت قبل أن تضيف: "على كلّ حال، صارت هذه البلاد ورائي! سنهاجر. قَبِلَنا بلدٌ أوروبّيّ. صار لنا عشر سنين نخدم في لبنان من دون أن يرى أحد فيه أنّنا نستحقّ الإقامة قانونًا. يا ليت بلادنا تحبّنا مثلما نحبّها"! يا لخجلي!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content