30سبتمبر

من ثورات اليتم!

كنتُ أمشي على الطريق. استوقفني بسؤاله: "هل كلَّمَتْكَ أمّي؟". أعرف الصبيَّ وأمّه وأخته. أجبتُهُ: "لِمَ عليها أن تكلّمني؟". "تركتُ البيت. هذه حقيبتي. وضعتُ فيها ما أحتاج إليه. لن أعود"! "أنت موقعك في البيت. لا يترك الإنسان الكبير موقعه". قاسَ نفسَهُ بعينَيه. قلتُ له: "لا تنظر إلى نفسك. أعرف هذه الاثنتي عشرة سنة. أنت، في غياب أبيك، محلّك، الى أنّ يغدو لك بيتك، هو بيت أبيك". تكلّمنا قليلاً. عاند، ثمّ لان! حمل حقيبته، واندفع إلى محلّه. هذه من ثورات اليتم! تابعتُ الصبيَّ إلى أن غاب عنّي. ثمّ خلدتُ إلى نفسي. كلّما اصطدمتُ بمعضلة حلّها بيد الله، تنقذني ثقتي بأنّ الله أبونا. الناس، جميع الناس، لا سيّما المكسورون، عجلة الحياة لا تمشي لهم لو لم يكونوا يقيمون في حضن الله!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content