كانت تقعد إلى حافّة طريق مدمّر تعلن، أمام الملأ، عن انتصارها على الحرب. لم تقصد الحرب كلّها. الحرب ما زالت رحاها تدور في بلدها. لكنّها قصدت المعركة التي خاضتها هي. قالت إنّها انتصرت. كانت صادقة، صادقةً أمام نفسها وأمام العالم الذي تزفّ إليه خبرها! كانت تحمل بين يدَيها الصغيرتَين علامات انتصارها: شهاداتها المدرسيّة التي أبت أن تخرج من بيتهم المدمّر من دون أن تُخرجها معها، أي، كما قالت، "شهادة صفّ روضة، وأوّل، وثاني، وثالث، ورابع، وخامس"، شهاداتها وشهادات أخيها معها. سمعتُها. كانت تتكلّم بثقةٍ وحماسٍ لا يفهمهما سوى المنتصرين. قالت إنّ طموحها أن تصبح مهندسةً من أجل غزّة، من أجل إعادة إعمار غزّة التي يدمّرها الحقد. المنتصرون طموحهم. هم وحدهم يمكنهم أن يحكوا عن انتصاراتهم الآتية. لا أحد يقدر على أن يغلب شعبًا يحيا من انتصار إلى انتصار!
من انتصار إلى انتصار
الأب إيليّا متري السّاعة التّاسعة الكنيسة خاطرة يوميّة على طريق السّلام فايسبوك