19أغسطس

من أغلى العطايا

يتسابق حفيداي الكبيران على أن يرافقاني في مشيي في هذا المدى الجميل. في هذه الأيّام التي عرفتُ البلد فيها، يمكن، أحيانًا، أن تعبر فصول السنة الأربعة في ساعة واحدة. قبل أيّام، عندما خرجتُ من البيت، كان الجوّ ربيعيًّا. تحوّل بعد دقائق إلى صيفيّ. بدقائق، أفل "فصل الصيف"، وتحوّل الجوّ إلى خريفيّ، ثمّ أخذت ترعد، وتمطر. رفيقي الصغير، الذي يأخذه القفز حماسًا لذكر أنّنا سنمشي، لا يتأخّر في استسلامه للتعب. يمشي، ثمّ يبدأ بالتأفّف من التعب (أو من البرد). ينتظر أن تحمله. تقترح عليه أن نعود مشيًا إلى البيت، يقبل على مضض. أمّا أخته الكبيرة، فترافقك بشرط: "نصف ساعة فقط". الصغيرة صارت كبيرةً في أشياء كثيرة، أذكر منها: في إشعارك أنّها مسؤولة عن إسعادك، وفي الحديث معك مثل الكبار. أعطتني حفيدتي الكبيرة أن أشعر بصداقتها منذ سنين. هذه من أغلى العطايا.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content