في عرض الفرق بين الخوف والرهبة، جاء على ألسنة العرب أنّ: "الرهبة هي طول الخوف واستمراره. ثمّ قيل للراهب: راهب، لأنّه يديم الخوف". هذا التعريف المعلوم بالراهب، يوافقنا أن نراه يخصّنا كلّنا بأجمعنا. كلّنا معنيّون بأن نرهب الله دائمًا، أي أن نذكر أنّه، حاضرًا "الآن وهنا"، مخلّصٌ وديّانٌ بآنٍ واحد. لا شيء أبلغ من الوعي أنّ ارتباطَنا بالله قرارٌ أبديّ، نأخذه الآن، ونبقى عليه إلى النهاية. التزام الله، في المدينة أو في الدير، لا يقبل عرجًا، أي أن أميل اليوم إليه، وغدًا إلى جنون العالم. إن كنّا نعرف أنّ اللغة اكتسبت معانيها من الحياة، يكون هذا المعنى واقعًا لناقله ثمّ دعوةً دائمةً إلى التوبة. أجمل لغة هي التي تحفظ الحياة.
جميع الحقوق محفوظة، 2023