عندي صديق عجيب في حبّه للخدمة. اطلب منه أمرًا، لك أو لغيرك، لا يمكن أن يردّك مرّةً. إن قلتُ إنّني لم أعرف في حياتي أحدًا أحسن منه في الخدمة، لا أبالغ بحرف. لا أنكر أن يكون هناك أناس مثله. أمّا أحسن، فلا أعتقد. إلى اجتهاده الصادق في التعامل مع الناس، عنده عادة بديعة: أنّه يسبقهم إلى شكرهم. لا أدّعي أنّ صديقي من العالمين بفكر كنيستنا. إن وصفتُهُ، أراه من الذين اكتسبوا علمهم من معهد المحبّة. الروح، روح الله، لا يقتصد في كَرَمه على المحبّين. هذا نبع كلّ علم صالح. مرّةً، زارنا صديقي في بيتنا. كانت أمّي موجودةً تعلم ما يفعله مع الناس. قالت له عبارتها المشجِّعة: "هنيئًا للإنسان الذي لا يحتاج إلى مساعدة، بل يساعد الآخرين على حاجاتهم". شكر لها محبّتها. ثمّ قال لها: "نحن كلّنا نحتاج بعضنا إلى بعض. الذين نخدمهم يجعلون لحياتنا معنى". صديقي يجعل للحياة معنى.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults