19نوفمبر

معرفة المحبوبين

في إحدى الجلسات التي جمعتني بـ"نور"، حفيدتي، قبل أن تسافر إلى البلد الذي قلتُ عنه قبلاً إنّه "بعيد وبارد"، سألتُها عن السنّ الذي تتوقّع أنّها ستعود إلى لبنان فيه. قلتُ لها حرفيًّا: "عمرك ستّ سنوات، اليوم. كم تعتقدين أنّه سيكون عمرك عندما ستعودين إلينا؟". أجابتني: "ستّ سنوات"! اعتقدتُ أنّها تمازحني، أو أنّها ترمي كلامًا لا معنى له. استوضحتُها بسؤالي أيضًا: "لن تحسبي سنوات سفرك، إذًا؟". رفعتْ حاجبَيها جوابًا واثقًا. هل تصدّقون هذه الطفلة؟! لستُ شخصًا صعبًا. لكنّي لم أكن أتصوّر أن تنوجد طفلة، في عمرها، تعرفني في ما أحبّه لوطني ولبيتي ولنفسي! هذه معرفة المحبوبين. حفيدتي تحبّ لبنان، بل تحبّنا في لبنان! هل يستيقظ لبنان إلى رعاية هذا الحبّ الذي لا يكون له معنى من دونه؟

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content