دخلتُ مع صديق على غرفتها في المستشفى. كانت نائمة. حاولتُ ان أناديها باسمها. لم تستجب. صلّينا. كانت هناك، على سريرٍ آخر في الغرفة، امراة تراقب ما يجري بانتباه. كان معها أمام سريرها رجل وامرأتان. كانت وجوههم تصارع من أجل أن تُرى أنّها طبيعيّة. الوجه المستسلم للقلق، للقلق الشديد، كان وجه المرأة المراقبة. عندما انتهينا من الصلاة، دنوتُ منها، وسألتُها إن كانت ترغب في أن نصلّي معًا. كان جوابها إيجابيًّا بفمها وبجسدها الذي استعدّ فورًا. جلست، ضمّت يدَيها إلى صدرها على شكل صليب، وأحنت رأسها كما لو أنّها تنتظر معونةً من فوق. عندما انتهينا، انهالت عليّ كلمات الشكر. نظرتُ إليهم جميعًا نظرة وداع قبل أن أغادر الغرفة. الوجه، الذي بدا لي أنّه اختلف، كان وجه المرأة التي سمّيتُها المراقبة. بدا أنّه تحرّر من القلق. هل من مصدر للحرّيّة أعظم من الصلاة؟
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults