مشروع الله

هناك كلمة، تتردّد في صلوات "عيد الميلاد"، تعبّر عن حدث العيد ببلاغة كبيرة. الكلمة معروفة، ربّما تكلّمنا عليها من قبل، هي "افتقدَنا". نقول: "لقد افتقدَنا من العُلى مخلّصُنا". معنى الكلمة في هذا السياق هو: "جاء يبحث عنّا". هذا مشروع الله في ابنه يسوع أن يبحث عن أولاده المشرَّدين في الأرض من أجل أن يردّهم إلى بيت أبيه. تصوّروا! الإله، الذي تركناه جريًا وراء نتانتنا، هو يبادر إلينا! من هذا التنازل العظيم يبدأ الله معنا عهدًا جديدًا. أين نحن؟ في أيّ وكر نختبئ؟ أيُّ إلهٍ أقمناه مكانه؟ هذا كلّه لا يثنيه عن تنازله. يقوم إلى بعثرتنا ونفاقنا، لا يؤخّره شيء، يحني السماوات، وينزل يهتف بنا: "أنا هنا معكم. جئتُ أغسلكم كلّكم بالحبّ. قوموا معي. في بيت أبي منازل كثيرة"!