أخبرني صديقي قال إنّ "المعرفة مشروع العمر". ذكر لي عن نفسه أنّه منذ صغره كان يأبى أن يمرّ من أمامه شيء جديد عليه من دون أن يستوقفه، ويسأل عنه. أعطاني مثلاً، من قصيدة "الأطلال" للشاعر إبراهيم ناجي التي غنّتها السيّدة أمّ كلثوم، كلمةَ "الأيك". "يا حبيبًا زرتُ يومًا أيكَهُ". قال إنّه تعرّف إلى الكلمة في هذه الأغنية. بحث. وجد أنّها تعني: "الشجر الكثيف والملتفّ". قلتُ له: "ما تقوله يبني في الإنسان مداميك المعرفة الواثقة. ولكن، هناك، لا سيّما في اللغة، أشياء صارت غريبةً عن الإنسان المعاصر، سقطت من استعماله، مثل كلمة "أيك". ما معنى الأشياء التي لا نستعملها؟". أجابني بثقة: "أن تعرف الأشياء لنفسك قبل استعمالها، هذا من شروط المعرفة المسؤولة". ما أعظم الجدّيّين!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults