الإنسان يأتي من فكر. إن رأيتموه يستسلم للغةٍ تضجّ مقتًا للآخر المختلف وحبًّا للدم…، انتظروا أن تتمدّد الغابة إلى المدينة والقرية! الذين عرفوا لبنان قبل الحرب التي سمّيت زورًا "حرب السنتَين"، يمكنهم أن يشهدوا لبلد اشتهاه العالم، قريبًا وبعيدًا. عاصمته، مدنه، جباله، هي كلّها لأهله جميعًا أيًّا كانت أصولهم ولزوّاره من كلّ هذا المدى العربيّ والعالم. كيف انعزلنا، قلوبًا ومناطق؟ انعزلنا! صرنا عمومًا نأبى أن يزورنا أحد من خارج "منطقتنا" أو يقطن بيننا، لا سيّما إن كان من غير ديننا. صرنا نأبى أيّ إنسان يأتينا من بلد آخر، أو نقبله بيننا في توزّعنا الطائفيّ أو السياسيّ. هذا فكر، فكر لبلد لا يُراد له أن يشفى من جروح حروبه. لا أقول إنّ شفاء لبنان هو أمر مستحيل، بل إنّه، مهما بدا صعبًا، ممكن دائمًا، ممكن إن توافقنا أنّنا كلّنا مسؤولون عنه. أبدأ بالرؤوس. أعضاء الجسد لا بدّ من أن تلحقها.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults