القدّيسة مريم المصريّة، أينما ذُكرت، تريك أنّك بعيدٌ عن "البيت الأبويّ". ما سرّ هذه المرأة العجيبة التي استُدعيت إلى أن تتربّع على عرش الأحد الخامس من الصوم الكبير؟ في صلوات هذَين اليومَين، أمس واليوم، ردّدت الكنيسة ما كشفته في يوم عيدها (١ نيسان). قالت عنها إنّها، بعد أن أتمّت زيارة كنيسة القيامة في فلسطين، عبرت "مجاري الأردنّ، وقطنت، بنشاطٍ، في موطن الصابغ" (أي موطن القدّيس يوحنّا المعمدان). لاحظوا كيف تطبع النبوّة الجغرافيا! هذا سرّ مريم أنّها هجرت الدنيا كُرمى لتلتحق بمدى نبيّ ما زال صوته ينادي في الأرض: "توبوا" (متّى ٣: ٢). التوبة، هذا نشاط القدّيسين، هذا وطنهم في العالم، وهذا جهادنا الذي يمشي بنا إلى الفصح.
جميع الحقوق محفوظة، 2023