أبناء جيلي والذين يكبرونني في السنّ، يعرفون قصدي إن قلتُ إنّ جارنا الأقرب إلينا في البلد، منذ خمسين سنة، هو الموت. نحن، في لبنان، نفهم كثيرًا الذين، في مواطن الحروب، يقولون إنّ أفقهم هو موت فموت. ثمّ نفهم الذين هم في أزمة وجود، الذين، من بلدنا وغيره، يبحثون عن أفق آخر لحياتهم يرضيهم. إذًا، أنتظر أن أُفهَم أيضًا إن قلت: "لا يخيفني جارنا الأقرب". هذا البلد، بلدي، جرحي ومدى خدمتي. أن أبقى فيه، هو قراري إلى النهاية. عندما ترك ابني البلد، قال إنّه ذاهب من أجل مكان أفضل، له ولنا. قلتُ له إنّني أنتظره على الطريق، هنا على هذه الطريق التي تنبسط أمام عينيّ الآن. لا أرى أفضل من بلدي، من رفقة أهله لا سيّما منهم الفقراء والخائفين الذين يحتاجون فيه إلى رفيق أو إلى سند. هذا مكتوب على بطاقة هويّتي: إنّني معهم، إلى أن يغطّيني تراب بلدي، أجاهد في سبيل يوم أفضل.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults