أولى واعظ من كنيستنا في الغرب، في خطبةٍ ألقاها، تكريم قداسة الأطفال أهمّيّةً قصوى. ممّا قاله إنّ هذا التكريم يحفظ في ذاكرتنا أنّ الطفولة دعوة أبديّة. الكبار علمهم. ذكّرنا الواعظ أنّ اللفظة العبريّة "ملاك" تعني في اللغة الآراميّة: "مثل الطفل". ردّتني هذه الكلمات إلى كلمة يسوع: "إن لم تعودوا كالأطفال…" (متّى ١٨: ٣). الذين يعرفون الكلمة في سياقها لا يخفى عنهم أنّ يسوع لم يقصد أن يقول إن لم تعودوا كالملائكة. لم يكن الإنسان ملاكًا في يوم من الأيّام، ليعود إلى ما كان عليه. الذي أراده أن يكون حبّ الله واحدًا في الأرض والسماء (مزمور ١٤٨). هل هذا ما قصد أن يقوله كاتبُ الإيقونة في كنيستنا بإعطائه أعلى رتب الملائكة وجوه أطفال؟ أكتب هذه السطور في ليلة ذكرى استشهاد أطفال بيت لحم، "الملائكة" القدوة، الوجوه التي هي سماء على الأرض!
جميع الحقوق محفوظة، 2023