ركض نحوي. كان وجهه مفتوحًا على وسعه، أبيض مثل ثيابه كلّها، فيه كلام بمقدار أيّام عمره، ثماني سنين، اختصره لي لهثًا بقوله: "ينعاد عليك، أبونا"! تسمّرتُ لحظةً في مكاني. عن أيّ عيد يتحدّث هذا الصبيّ؟ ثمّ استدركت. لم أره في الحيّ منذ وقفة عيد الأضحى. الأطفال جنّة. لا يعرفون طائفةً سوى طائفة الحبّ. لماذا، عندما نكبر، لا نكبر في الحبّ فقط؟ ماذا يحدث لنا؟ لِمَ نتوه عن طفولتنا؟ أين تضيع منّا؟ قال يسوع مرّةً: "إن لم تعودوا وتصيروا مثل الأطفال، فلن تدخلوا ملكوت السماوات" (متّى ١٨: ٣). باب الملكوت معروف: أن نضحّي بكلّ شيء في سبيل أن نحفظ طفولتنا بيضاء!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults