لا أحبّ لحظات الوداع. تكسرني. سافر أولادي الثلاثة مرارًا. سافرتْ زوجتي مرارًا. سافر أصدقاء لي. لم أرافق أيًّا منهم إلى محطّة وداع. الوداع، وداعي لهم، يكون دائمًا في اتّصال هاتفيّ أو في زيارة إلى بيوتهم. يفهمني الذين يعرفون جرحي من سفر أبي. قبل نحو خمسين سنة، رافقتُ أبي إلى محطّة سفره. ذهب أبي، ولم يعد. بعد أن علمتُ باختفائه في البعيد، لا أذكر أنّني شيّعتُ مسافرًا واحدًا. لم أُشفَ من جرحي. أتكلّم على الوداع. لكنّ اللقاء شيء آخر. أحلى مشهد عندي، في هذه الحياة، هو لقاء الأحبّة بعد افتراق. لا أقصد المشهد في محطّات السفر. المحطّات ليست للعائدين من أسفارهم فقط. المحطّات لقاء ووداع. ما زلتُ أنتظر لقاء أبي!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults