أمس، وقعت عيناي على صور للصوص قبض عليهم شبّان في ضاحية بيروت الجنوبيّة يسرقون بين البيوت وركامها. هل عرفتم ما الذي فعلوه بهم؟ علّقوهم على أعمدة في الشوارع، وكتبوا جرمهم على أجسادهم. لم أسأل عن هويّة اللصوص. المناطق، لا سيّما المنكوبة منها، في بلد منكوب في تفاصيله، لا يحاول سرقتها سوى الإنسان الذي بلا أصل! أعرف فظاعة جرم المعتدين علينا اليوم، بحديدهم ونارهم. ولكن، اعذروني على قولي إنّني، على ضيقاتنا في البلد، أجد سرقة الناس بين الركام جرمًا فظيعًا أيضًا. البيوت، المهدومة اليوم في لبنان، أولاد الأصل يتطلّعون إلى بنائها غدًا. هذه ليست المرّة الأولى التي يطمع فيها "أناس" بمكسورين بيننا. لكن، صدّقوا، إنّني، كلّما سمعتُ عن لصّ بين ركام الحروب عندنا، أتمنّى لو أنّني لم أُولد. اللصّ بين الركام لا يُبرَّر. لا يُبرَّر الاعتداء من خارج أو من داخل!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults