أورثتْ زوجتي أولادَنا حبَّها للمسرح الضاحك. تعلمون صعوبة هذا العمل الذي يعتقد بعضهم، في هذا البلد أو ذاك، أنّهم أهله. زوجتي عندها معيارها الثابت لمَن هم أهله. هم الذين لا يبتذلون في أيّ شيء، قولاً أو فعلاً. تقول إنّ "هذا الفنّ لا يتقنه فعلاً سوى الإنسان المبدع الذي يقدّم لك، في أعماله، ما يشبه الدواء، الكلمة التي تدعوك، فيما أنت تضحك أي في رضاك، إلى الشفاء من عيوب خاصّة أو عامّة"! قبل نحو أسبوعَين، طلبت كنّتي الصغرى من أهلها ومنّا أن نتقاسم رعاية صغيرَيها. الولدان مقبولان دائمًا. ولكن، كان عليكم أن تروا زوجتي عندما سمعَتْها تقول إنّها حجزت، لها ولزوجها، في مسرحيّة فادي رعيدي الجديدة. خطفها الفرح. لا أجمل ممَّن يُصرِّون على أن يُظهروا أنّ لبنان باقٍ بلدًا للفرح، للفرح الرزين.