30نوفمبر

لبنان التجريح!

لا نعرف في لبنان بمعظمنا فنّ مخاطبة الآخر الذي نختلف عنه في السياسة أو في غيرها. عندما تضيق بنا الحجّة أو الحال، أو نرى أنّنا أفضل من غيرنا، نسرع إلى تجريح الآخرين في ما يبدو لنا ضعفًا فيهم. نهين الشيخ. نشتم الوالدين. نعيّر مَن أرضه لم تثمر. نهزأ بمَن نراه عامّيًّا في الكلام كما لو أنّنا معلّمو أفلاطون... لا نريد في لبنان أن نعلم أنّ التجريح الشخصيّ دلالة ساطعة على الفراغ، على سقوط العقل، وعلى الذهاب إلى النهاية. قلتُ في نفسي أمس فيما كنتُ أرى، على شاشة التلفزيون، شابًّا عشرينيًّا يحمل يافطةً معيبة: "نحن إلى خمسين سنةً سنتعاطى السياسة شتمًا وتجريحًا"! أيًّا كان منطقنا، لا يعالج العيب بالعيب. هل نذكر أنّنا كلّنا مسؤولون عن صورة لبنان أمام أنفسنا وأمام العالم؟ هل نطلب من أنفسنا، قبل أن نطلب أيّ شيء آخر، أن نذكر بأنّ الوطن أخلاق، أخلاق أوّلاً؟

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content