أودّ اليوم أن ألوم جيلي عمّا فعلناه ببعض شبابنا بزرعنا فيهم خطايا الحرب التي سُمّيت خطأً "حرب السنتَين"! عندما ألتقي بشابّ يتبنّى بغض كبار شاركوا في الحرب، أخجل من كلّ شيء. لا جنون أعظم من أن تورِّث ولدًا يخصّك ما تعرف أنّه كان عليك أن تتوب عنه. أكتب بحزن. أمس، التقيتُ بشابٍّ من عمر ابني الصغير. لا أحد نجا من شتمه في هذا العالم القريب الذي يحيا على جنباتنا! قال: "لم يبتلعنا جيراننا أمس. ولكنّهم ما زالوا يرمون مشاكلهم في حضننا"! أقفل أذنَيه عن ردّي. الناس، في لبنان، ما زال بعضُهم يصرّ على أن تبقى حربهم مستعرة. كيف لنا أن نحفظ بغضًا عمره دهر؟ كيف لم نرمِ وراء أظهرنا ما كلّفَنا وطنًا؟ أعرف أنّ الحروب يمكن أن تورَّث. ولكنّي أعرف أيضًا أنّنا نقدر على نقد أخطاء الماضي والحاضر. لبنان أحلى من كلّ حروبه وسياساته... لا يُختم زمان الحرب قبل أن نتعلّم أن ننقد ذواتنا!
جميع الحقوق محفوظة، 2023