هل من إنسان وحيد فعلاً؟ قبل أيّام، إحدى صديقاتي، التي كانت تعيش وحدها، رحلت إلى الله. شبعت من السنين، ورحلت. عندما علمتُ برحيلها، قصدتُ منزلها فورًا. كان هناك بعض أقاربها وجيرانها. صلّينا معًا من أجل راحتها. كانت هي ممدّدةً على سريرها تضع يدَيها على صدرها في شكل صليب كما لو أنّ أحدًا أنبأها بأنّ ساعتها قد أتت. هل أعتمدُ صورةَ رحيلٍ من أجل تثبيت اعتقادي أنّه ليس من إنسان وحيدًا في الكون؟ "أنا معكم إلى انقضاء الدهر" (متّى ٢٨: ٢٠)، وعدٌ لا تمنعنا صيغة الجمع فيه من أن نراه يمتدّ إلى كلّ إنسان على هذه البسيطة. هذه كلمة يسوع الأخيرة، الكلمة التي أراد فيها أن يكشف أنّ انطلاقه إلى الآب سيُطلق بروحه من جديد تغلغلاً في تاريخنا. في جنازة صديقتي، أثلج الكاهن قلبي بقوله، في عظته، إنّ الله معها.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults