1يناير

لأهلي وحدهم

استوقفتني دعوة الأستاذ نبيه برّي اللبنانيّين، أترابه وأترابنا، الذين هجّرهم الحقد، إلى أن يعودوا إلى أرضهم…، "فمجدها بعودتكم إليها، حتّى لو كانت الإقامة فوق ركام المنازل". أترك الأدب العالي في الدعوة، وأثبت في قصدها. لم يقل الأستاذ برّي: مجدكم بعودتكم (لو قالها، لما نقصت بلاغة القصد)، بل مجدها، أي مجد الأرض. جعل للأرض رغبةً كبيرةً في أن تسترجع أصحابها. جعل لها رأيًا، أشواقًا وأرباحًا. راجعوا الدعوة. لا يهمّ في الدعوة حال الأرض اليوم، حال البيوت التي بنيت فوقها، قائمةً تنطح السحاب أو متساقطةً تشبه النهاية. هي، إن شعرت بأنّ أهلها يقيمون فيها، يمكنها أن تضع إصبعها في عين الشمس. ركام محبوبة، ركام مأهولة، أرض لا تشبهها أرض، أرض هي لنا، أرض تصرخ في وجه كلّ طامع، تقول إنّني لأهلي وحدهم، أجل إنّني لأهلي وحدهم!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content