كانت أمّي تردّد: "الكلمة البشعة هي مجّانيّة والحلوة مجّانيّة". الذين عرفوا أمّي عن قرب يعلمون أنّه لم يخرج من فمها مرّةً كلامًا بشعًا. هذا لا يعني أنّها كانت تصمت عمّا تراه هي بشاعةً. كانت أمّي تكره المسايرة والنفاق. ما عندها كانت تقوله، بصراحة، للقريب والبعيد. لم تكن تقصد أن تقول ما يؤذي الناس أن يسمعوه، بل ما يساعدنا على التخلّص من أذًى لم نعتد أن نعترف به أو نخرجه إلى الضوء. أعلم أنّ هناك أشياء كان بإمكان أمّي أن تصمت عنها. لا يقبل جميع الناس منك أن تذكر لهم ما يجب أن يسمعوه أو ما ليس عندهم استعداد له. هل أحزنتْ أمّي أحدًا؟ ربّما. ولكنّ المُحبّين أسلوبُهم. الذين عرفوا أمي، قبلوها أو رفضوها، لا بدّ من أنّهم أدركوا أنّها تنتمي إلى كنيسة الحقيقة.