أرجعتني أيّام هذا البرد القارس إلى اجتماع للأمانة العامّة في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة استضافنا فيه مركز دمشق. جوّ دمشق، على عكس أهلها، بارد. بعد زيارة المثلّث الرحمة البطريرك إغناطيوس الرابع (هزيم)، انتقلنا إلى قاعة في إحدى كنائس المدينة كانت في آخرها مدفأة مشتعلة. كان الأخ طوني خوري في الاجتماع. لم أكن أعرف أنّه ضعيف أمام البرد، مثلي. التصقنا كلانا بالمدفأة. تقاسمنا نارها وبعض كلمات عجلة. قال لي همسًا: "كان الله في عون الذين لا كَسْوَةَ عندهم في البرْد". أعرف الكلمة (أيّوب ٢٤: ٧). لكنّي لم أكن أعرف فعلها قبل ذلك اليوم. أذكر تمامًا أنّ كلّ شيء هدأ بعدها في القاعة، حتّى البرد! لا أحلى من الإخوة الذين يعطيك الله، رحمةً منه، أن ترى فيهم أنّ كلمته تمشي في الناس.
جميع الحقوق محفوظة، 2023