منذ اثنتي عشرة سنة، غفا محمود درويش على وسادة أبديّة. كان قد وعد أن ما زال عنده كلمة يقولها! الشاعر الحقيقيّ أجرانه، سرّيّةً، لا تفرغ. ما الذي لم يقله بعدُ هذا المبدع الحرّ الذي كان، كلّما فاض شعرًا، يبدو أنّه خرج الآن من عرس قانا (يوحنّا ٢: ١- ١١)؟ هل أنكر إمكان أن تكون الكلمة حزينة، ماءً نازفًا؟! تتبّعتُ دموع درويش لا سيّما على فلسطين، "الأرض الحبيبة". لكنّه، كبيرًا، يبدو، في أوقات الانكسارات، يضجّ رجاء. "يا أطفال بابل، ستعودون إلى القدس قريبًا، وقريبًا تكبرون". محمود درويش ليس فقط فرحًا، ماءً، ثورةً، امتدادًا واثقًا إلى غد أجمل، بل هو نفسه أيضًا كلمته الباقية!
جميع الحقوق محفوظة، 2023