قالت لي صديقة قريبة: "أراك، في هذه الأيّام، تبالغ، في ما تقوله، في ذكر الرحمة. اسألك. ماذا نفعل بالجرائم التي تُرتكَب في بلدنا علنًا؟ بالعدل المنتَهك؟ بانعدام الأخلاق؟ بتعاظم الأنانيّات؟ بالتجارة بالحياة؟ باستشراس الأحقاد؟ بازدراء أنّ الناس، الذين كلّنا منهم، لا يستحقّون هذا الذلّ الذي بات كثيرون من أترابنا يقابلونه بصمتٍ كما لو أنّه صورة عن أنفسهم؟! بالحبّ الشريد؟... هذه فظائع، مثلما تُرتكَب علنًا، يجب أن تُدان علنًا. لا أفهم كيف أولو الأمر في بلادنا يقدرون على أن يأكلوا ويشربوا ويصلّوا، كيف يقدرون على أن يعيشوا في ظلّ هذا الموت العميم. اعذرني! لا حياة لنا من دون رحمة! لكنّ واقع الحال في لبنان يحتاج إصلاحه إلى كثير من الغضب"! لا مكان أفضل من أن نختفي وراء الكلمات الصديقة.
جميع الحقوق محفوظة، 2023