23أكتوبر

كاهن الأزمات!

لا أعتقد أنّ هناك كاهنًا في زماننا يذكره الناس، في اشتداد الأزمات، مثل الأب جورج مسّوح. تركنا جورج بعد أن ترك في كثير من معارفه أنّه أخذ معه المجلد الذي كان يوبّخ فيه باعةَ الحمامِ والصيارفةَ في الهيكل ومراكز القوى في العالم. لا أنتقده. لا ألومه. أغبّط حكمته. كان يعرف أنّ الناس يرغبون بمعظمهم في أن يجلد شخصٌ آخرُ عنهم ما يُستقبَح فعلُهُ في الأرض. لم يكن هو ينتمي إلى هذه الرغبة أو يشجّع عليها. لا أتكلّم من عندي، بل من ثقتي بأنّ الرجل، على بروزه في العلم، عاش فقيرًا إلى النعمة. هذا خصبُ الكلمات والمواقف. الكبار كلمات تريد الناسَ ناضجين في الحضور والفعل. لا أبتعد عن الذين يذكرونه في غير حال. الأحداث المتصاعدة هنا وهناك تحتاج إلى أناسٍ مثله يصدعوننا بالحقّ. لا أقول اتركوا الكبار في راحتهم، بل حرّروهم من سجن التحسّر. بيّنوا أنّهم لم يتعبوا بيننا سدًى. كلّ وقت مقبول.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content