3يونيو

قوّتي في الضعف تكمل

كان يسخر منه شبّان الحيّ لأنّه ما كان يجاريهم في سيّئاتهم. وكان هذا يتعبه، ويشعره بأنّه ضعيف.

       ذهب، يومًا، إلى أحد أصدقائه المشهود لهم بالإيمان، وشكا إليه حزنه ومرارته. قال: أنت تعرف أنّ أبويّ مؤمنان، وأنّهما علّماني أن أكون وديعًا وذا خلق حسن. ولكنّ هذا أخذ يشعرني بأنّي ضعيف. شبّان الحيّ يتبعونني بسخريّاتهم، وفي داخلي بركان غضب يثيرني لأردّ لهم الصاع صاعين.

       سأله صديقه: ما هو تحديد الضعف عندك؟ قال: في هذا المجال، أن أترك الآخرين يهزأون بي، ولا أردّ عليهم. فأجابه: اسمح لي بأن أصحّح لك بعض معلوماتك. الضعف هو ما أنت عليه الآن. لأنّك عندما تفكّر في أن تتنازل عن محاسنك والإيمان الذي تربّيت عليه، تكون ضعيفًا. أمّا إذا فهمت أنّ السخريّة بالآخرين ومحاسنهم نوع من أنواع الضعف، وهربت من شرّها، فتكون قد فهمت أنّ القوّة هي في الفضيلة الظاهرة.

       ثمّ تابع: هؤلاء الشبّان يسخرون ممّا لا يقدرون عليه: تهذيبك ووداعتك. أنت سامحهم على ضعفهم، وعوّد قلبك ألاّ يهمل الدعاء الصادق من أجلهم حتّى يعرفوا ضعفهم وقوّتك، ويفتحوا قلوبهم لله، ويتّعظوا.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content