لماذا قولي مضطرب؟
كنت أكلّمك، وأفرح. ما الذي حدث حتّى تشتّت قولي؟ لماذا عقلي يسرح، وأنا معك؟ لماذا أنا بارد وحزين؟
هدّئ اضطرابي. أدفئني. أفرحني. أنت إلهي، وأنا عليك أتوكّل. فأنقذني "من فخّ الصيّادين ومن القول المضطرب".
لماذا أصابني ما أصابني؟ ليس عندي جواب فاصل.
عندي أنّني أثق بأنّك لن تخذلني. وعندي أقوال كبحر مضطرب.
أدعوك. هل تأتي، وتبحر فيّ؟ أنا متأكّد أنّ أقوالي ستصيبك بملل. وستنام. أنا أريدك أن تنام قربي، فيّ، لأناديك بصوتٍ عالٍ، وتفيق، وتنتهر اضطرابي، وتوبّخني. وأشفى.
إن كنتَ لا ترغب في الإبحار اليوم، فسأدعوك إلى قريتي.
أعرف أنّك تحبّ التجوال في القرى أيضًا. وقريتي جميلة ومشهورة بزرع العنب والزيتون. وأعرف أنّك تحبّ العنب والزيتون. فقريتك هي أيضًا مشهورة بهما. وأنت ترعرعت على مذاقهما.
سنقطف عنبًا. ونختار شجرة زيتون. ونقعد، تحتها، لنأكله. وسوف أكلّمك. وستصيبك أقوالي بملل، وتنام. وسأوقظك، وتقوم، وتسحق حبّة زيتون، وتدهن فمي بزيتها.
إن كنتَ لا ترغب، اليوم، في الإبحار ولا في زيارة قريتي، فأقترح أن أنتظرك على طريق عمّاوس.
أنا لم أزر عمّاوس من قبل. لكنّي مستعدّ لأن أخاطر، وأزورها. وهناك، تظهر لي فجأةً. وترافقني على الطريق. وتحدّثني، وتوبّخني ما طاب لك. وتبدّد جهلي. ثمّ تتظاهر بأنّك ماضٍ إلى مكان أبعد. وأنا أدعوك إلى أن تمكث، عندي، في بيت أستأجره خصّيصًا لزيارتك. وتدخل. وتكشف نفسك لي. وتشفيني. فأعرف أنّ مكانك الأبعد أن أعرفك، وأستعيد أقوالي الملتهبة، وأخرج، من جديد، لأروي لرفقتي ما جرى معي.
هذه عروضي. إن كنتَ لن تقبل واحدًا منها، فاقبلني كما أنا. وقلْ لي إنّك لا تجد قولي مضطربًا.