هل هناك بلد، مثل هذا البلد الأبيض لبنان، يصرّ على التعبير عن خروجه عن المألوف في السياسة بأهازيج الفرح؟ مواطنون، عندهم طلبات معلومة تتعلّق بمصير بلدهم ومصيرهم فيه، يجتمعون معًا، في ساحاتٍ من مدنه وبلداته، على سهرات الغناء والرقص. هذا لبنان اليوم. تعالوا نصغِ. هناك بلاغة ظاهرة في كثير من المداخلات التي تنقلها محطّات التلفزة. إذًا، هذا فرح عاقل. ما مصدر هذه البلاغة الظاهرة؟ أعتقد أنّها تأتي، أوّلاً، من الوجع. هل الغناء والرقص، في ساحات لبنان اليوم، تعبير حيّ عن أنّ تجاوز الوجع أمر ممكن؟ هذه قناعة الراجين أنّ غدًا أفضل للبنان أخذ يشرق اليوم!
جميع الحقوق محفوظة، 2023