أين غمس أنجيلوس سيلسيوس (+١٦٧٧)، الكاهن والشاعر الألمانيّ، ريشته قبل أن يكتب: "... أنا عظيم مثل الله، والله صغير مثلي. لا يمكن أن يكون فوقي، ولا أستطيع أن أكون تحته"؟ هل غمسها في قصّة العذراء التي صارت أمًّا للإله العظيم الذي "أخلى ذاته آخذًا صورة عبد" (فيلبّي ٢: ٧)؟ هذه كلمات، هذه أعلى من الكلمات، أعلى من الشعر ومن كلّ حبره وصفحاته، أعلى من القلب وكلّ نبضاته وأفكاره...، هذه كلمات لا تُستمَدّ من سوى زيارة الملاك "إلى عذراء مخطوبة" (لوقا ١: ٢٧)! أكتب لكم عن السرّ، عن مريم "الطاهرة كالشمس" (نشيد الأنشاد ٦: ١٠)، الأمّ التي تقول لنا اليوم: "أنتم أعظم ممّا تحسبون. هذه إرادة الله أن تكونوا كلّكم، مثل الشمس، عظيمين"!
جميع الحقوق محفوظة، 2023