وجدتُهُ إلى جانب الطريق. كنتُ في سيّارتي. أوقفني وجهه الملتصق بصدره! نزلتُ إليه. "هل يمكنني أن أساعدك؟". رفع رأسه، وتفحّصني من فوق إلى تحت. لا أحد منّا يعرف الآخر. أعدتُ عرضي. قال: "سمعتُك. أنت كاهن. تطلب أن تساعدني. ماذا يمكنك أن تفعل لرجل طرده ابنه من البيت؟". ردّدتُ وراءه بتعجّبٍ ما قاله لي. ثمّ سألتُهُ: "أين بيتكم؟". "هذا بيتنا"، قال يشير إلى بناء كان قربه. "ابنك في البيت؟". قال كما لو أنّه يختصر مشكلته: "الأب الحقيقيّ يموت يحمل معه همًّا أن يحيا أولاده في خير. بعضُهم لا يفهمون هذه الحقيقة قبل أن ننزل في القبر"! أنهى كلامه، ثمّ أجابني: "ابني في البيت. بيتنا في الطبقة (…). اسمه (…). اطلبه على الإنترفون". طلبتُهُ. عرّفتُهُ بنفسي. طلبتُ أن أراه. فتح الباب. اعذروني على توقّفي هنا. ثمّة زيارة تنتظرني!
جميع الحقوق محفوظة، 2023