أمس، أرتني ابنتي فيديو، تداوله أصدقاء لها على منصّة إلكترونيّة، يُظهر بعض سائقي "سيّارات أُجرة" يتلقّون، من "راكب غريب" (يرافقه آخر)، هبةً مجّانيّة، مبلغ مئتَي ألف ليرة. الذين منكم استطاعوا أن يروا الفيديو، لا بدّ من أنّهم لاحظوا الخجل الذي غطّى وجوه السائقين. كلّهم لم يفهموا ما الذي يجري. كلّهم تأثّروا. بكوا. اعترضوا. كلّهم صرخوا: "كثير"! "ليس كثيرًا"، قال "الغريب" الذي كَسَرَ رَفْضَ الخجلِ بقوله لهذا وذاك: "ساعد راكبًا تراه أنت فقيرًا". هل الأمر كلّه مشهد مصوَّر؟ لا أشجّع أحدًا على الاستعراض في عمل الخير. الذي رأيناه أنّنا لم نرَ "الغريب" الذي أبى أن يدلّ على نفسه. الحبُّ لا يتفاخر (١كورنثوس ١٣: ٤). بورك الذين يرتضي الحبُّ أن يخالطنا فيهم، في يومنا!
جميع الحقوق محفوظة، 2023