أذهلتني الكلمة التي قالها المطران ألكسيوس أسقف طبريّا، قبل أيّام. قال: "ما دام هناك مسيحيّ واحد في غزّة، فلن أرحل إلى أيّ مكان آخر. ربّما أكون تعزيةً للناس هنا. هذه البلاد، التي أعطتني ثقتها، هي مدى خدمتي. إن متُّ هنا، يكون من نصيبي أن أموت موتًا لائقًا". الحقّ مذهل دائمًا. تابعتم خبر المجزرة التي خلّفها القصف المجرم، يوم الخميس الفائت، على ملحقات كنيسة القدّيس بورفيريوس في حيّ الزيتون في جنوبي غزّة. المطران ألكسيوس هو الذي رئس خدمة الجنازة الجماعيّة للإخوة الذين قالت بطريركيّتنا في القدس، التي ردّتنا الحرب إلى الشركة معها، إنّ قتلهم هو "جريمة حرب". الأساقفة، الذين يلتزمون رعاياهم في الحياة والموت (٢كورنثوس ٧: ٣)، تعبق بهم رائحة الفصح (يوحنّا ٢١: ١٥- ١٧)! لا يُنتظَر من الأساقفة سوى الحقّ. لكنّه، كلّما استُعلن، قادرٌ على أن يذهلَنا.