أوقفتُ سيّارتي قربه. قال: "لا أريد أن أعذّبك. أنت كدتَ تصل إلى بيتك. أنا دربي طويلة". قلتُ له: "أبونا، أرجوك، لا تحرمني بركةَ رفقتك". عندما انطلقنا، بادرني قال: "هل لي بترتيلةٍ منك باللحن الأوّل؟"! هذا سؤال إلى الشخص الغلط. لم يقبل اعتذاري. حاولتُ أن أرتّل له بعضًا من قانون الفصح. جاء دوري. سألتُهُ أن يرتّل: "يا مريم البكر...". كنتُ أعرف صوته. سؤالي كان إلى الكاهن الصحّ. كنّا، في السيّارة، في عالمٍ آخر لا يحتمله سوى الذين أُعطيتْ لهم نعمةٌ من فوق. فتحتُ نوافذ سيّارتي. أردتُ أن تسمع الأرضُ صوتًا بات، اليوم، يخصّ السماء. يا الله، متى تصبح الأرضُ كلُّها سماء؟!
جميع الحقوق محفوظة، 2023