23يوليو

في المعموديّة

لم يصل إلينا كتاب عن أيٍّ من أسرار الكنيسة، قبل مجمع نيقية (٣٢٥)، سوى كتاب العلاّمة ترتليانوس: "في المعموديّة". كتب ترتليانوس هذا الكتاب ضدّ امرأة مبتدعة كانت تسخر من السرّ ومن رعونة بعض الذين نالوه! وضع أمامه أن يبيّن أنّ المسيحيّة، التي تستعمل موادّ من هذا العالم، مثل المياه…، وتقدّسها بالروح القدس، تنتظر من الذين يولدون جديدًا في المياه (في المعموديّة)، أن يبقوا فيها، أي أن يُخلصوا ليَخلصوا. هذه البلاغة عزّزها هذا "المعلّم" الإفريقيّ باعتباره أنّ المعموديّة "خرجت من جنب المطعون" على الصليب. هي ماء ودم إذًا، أي هي إخلاص لله دائم. هذا جعله يرى أنّ الذين بذلوا دمهم حبًّا بالربّ، قبل أن ينالوا المعموديّة، قد نالوها فعلاً، بدمهم... "في المعموديّة" هو من الكتب المصنَّفة دفاعيّة. افتتحه ترتليانوس بقوله: "مغبوط سرّ معموديّتنا". هذا افتتاح حياتنا إلى النهاية.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content