7سبتمبر

فعل الكلمة

أخطأتْ في ركن سيّارتها إلى جانب الطريق. أوقفَ سيّارته قربها، وصرخ فيها بغضبٍ صرخةً ملأ دويّها الحيّ الذي كنّا فيه، ثمّ شتمها، ومضى. كنتُ أمشي بعيدًا عنهما على مسافة صراخ! سمعتُهُ. "المجانين أولاد ناس"! عندما وصلتُ إلى جوار المرأة، رأيتُ في سيّارتها ولدَين يبكيان. لا يُشتَم إنسان، فكيف إن كانت امرأة معها ولدان؟ لا أكتب عن رجل أعرفه، بل عن رجل يعرف نفسه! المرأة أخطأت. كلّ إنسان يَخطأ. الذي يعرف أنّ الخطأ يكسر الناس، لا يضاعف كسرَهم في صراخٍ وشتم، بل يضعهم، بوداعةٍ، أمانةً في عهدة الكلمة المُصلحة (غلاطية ٦: ١). قد تنسى المرأة والصغيران ما جرى. ولكن، مَن يزرع في ذاكرة الرجل أنّ الخطأ لا يصحّحه خطأ أقبح منه؟ مَن يعلّمنا كلّنا أنّ الإنسان العاقل هو الذي يثق بفعل الكلمة؟

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content