27أغسطس

غنى العالم

صباح أمس، قهرني رجلٌ رأيتُهُ يبحث عن شيء يأكله في صندوق قمامة هنا في مدينة لاڤال، كندا. رآني أنظر إليه. ردَّ غطاء الصندوق، وابتعد. ليس للفقر مدينة! نقلتُ هذا الجرح إلى بيتنا. أخبرتني سمر، كنّتي، أنّ "نسبة الفقر في كندا قلّت كثيرًا في السنوات الأخيرة". ثمّ زادت على قهري قهرًا بقولها: "يمكن أن يكون الرجلُ مدمنًا". ليس للفقر شكل واحد! إن كان لي أن أُسهم في شفاء إنسان واحد بقبلة، أختار قدمَي مدمن، وأقبّلهما مئة قبلة. يبدو هنا، في هذا البلد، أنّ تعاطي بعض أنواع المخدّرات تشرّعه القوانين. يقولون إنّ الإنسان، الذي يعاني في الحياة، يمكنه أن يجد حلاًّ له، سلامًا له، في المخدّر! لا جهل أعظم من الاتّكال على الوهْم! منذ أن أخطأ آدم، يعرف الإنسان أنّ الله هو سلامه. ولكنّه، مع ذلك، يختبئ منه (تكوين ٣: ٨)! مَن يصالح الإنسان، أيّ إنسان، مع أنّ الله هو سلامنا؟ هذا هو غنى العالم.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content