غلبني فيروس الكورونا قبل أيّام. الأصدقاء، الذين تفقّدوني في اتّصالاتهم، كلّهم ردّدوا عليّ: "وعكة عابرة". العبارة مفهومة. المرض عاد لا يقتل، عمومًا. ولكنّك في بيتك مع أوجاعك ومع هذا السعال الذي لا يريد أن يتوقّف، ومع ذكرياتك، مع الذين ذاقوا الوجع المرّ والوحدة… والموت. لا تعبر الأشياء بسهولة دائمًا. ذكّرتني زوجتي، التي غلبها المرض أيضًا، بإخوةٍ كسرتهم عدوى من قريب. الذكرى موجعة ربّما، أو من دون ربّما، أكثر من المرض! أرجو أن يشفي العالمُ نفسَهُ من الشعور بالذنب. المرض يستعملنا، لينتقل. هل أُعفي العالم كلّه من الملامة؟ سامح الله الذين أذنبوا بتهاونهم أو خدموا الموت في غير وجه. أكتب هذه السطور بعد أن صدق أصدقائي. الوعكة عبرت، الحمد لله. أدعو لكم بالخير ولجميع الذين قالوا لي، بافتقادهم في غير شكل، إنّ الحياة هي أن نحبّ. هذه غلبَتُنا.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults