في التاسع عشر من أيلول، كتبتُ عن التبرّع بالدم في لبنان لمَن أصابهم غدر إسرائيل. في الحرب، يذهب فكر الناس إلى غلبة السلاح. الدم سلاح أيضًا، يُدافَع فيه عن المفتقرين إليه في وجه الموت الذي في الحرب يعطي الغلبة للحيّ. أعتقد أنّنا في لبنان، بكلّ مؤسّساتنا المدنيّة والدينيّة، كنائسنا وجوامعنا…، مسؤولون عن أن ننخرط كلّنا في حملة تبرّع بالدم من أجل يومنا وغدنا. إن كنّا في لبنان في معظم الأحوال ندافع عن أنفسنا في وجه هذا المعتدي الغاشم، فالمعتدي هو مَن يحدّد نهاية اعتدائه. من العار علينا أن يموت أحد في بلدنا من افتقاره إلى الدم. لا أعرف إن كان الذين حدّدوا الألوان في علم لبنان قد أرادوا، في اختيار اللون الأحمر الذي يدلّ على شهادة الدم، أن يقولوا أيضًا إنّ لبنان بلد غنيّ بالدم، كريم ببذله. الأعلام لا تكشف تاريخ البلاد فقط، بل معناها في حاضرها ومستقبلها أيضًا. عشتم! عاش لبنان!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults