8أبريل

غريب في يدي

كنتُ أتعشّى في بيت أخي في بلدة النقّاش (تبعد نحو ١٢ كيلومترًا عن مركز العاصمة، بيروت). عدتُ متأخّرًا. كان هناك، أمام البناء الذي أقيم فيه، بعض أشخاص ينتظرونني في خدمة. انتشر خبر هذا الانتظار. لم يكن جميع الناس يومئذٍ قد اقتنوا هاتفًا نقّالاً. وصل الخبر إلى أحد أصدقائي. بعد قدّاس يوم الأحد، دنا منّي، وسلّمني هاتفه. قال: "هذا لك. دبّر رقمًا خاصًّا بك". أحبّ صديقي. ولكنّي لم أستطع أن أحبّ هاتفه. بلى، أستعمل الهاتف. ولكن، على استعمالي إيّاه، بقي غريبًا في يدي. أستعمله بانتباهٍ لا يعطيه أن يستعملني. هذا ما يريده. لا أعطيه ما يريده. ليس سهلاً أن يكون العالم كلّه في يدك. أيضًا ليس سهلاً أن تخرج نفسك من الحياة الطبيعيّة. لا يفهم هاتفي معنى لقاء الوجوه... أسفي أنّ الكثيرين باتوا مثله!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content