27ديسمبر

عيدُنا

يخبرنا متّى الإنجيليّ، في روايتِهِ حدثَ ميلادِ يسوع، عن زيارة المجوس لبيت لحم في زمان حكم هيرودُس الملك (٢: ١- ١٢). من المرجّح أنّهم أتوا من بلاد فارس. قطعوا نحو ١٥٠٠ كليومتر. لا نعلم تمامًا كم من الوقت استغرقت هذه الرحلة. أحبّ أن أعتقد أنّها استغرقت أربعين يومًا، أي مدّة الصوم الذي يسبق العيد! الخبر يكثّف المقابلة، في أمر الحدث، بين "البعيدين"، أي المجوس، والمفترض أنّهم قريبون، أي هيرودُس ورؤساء الكهنة والكتبة. "البعيدون"، ملوكًا كرماء، يبذلون جهدًا عظيمًا ليصلوا إلى "العيد"، فيما "القريبون"، الذين يعرفون ما تقوله الكتب، يعادونه. ما قيمة هذه الرواية لنا اليوم؟ قيمتها أنّها تدفعنا إلى أن نلتزم أبدًا جهد المجوس في الوصول إلى يسوع، جهدهم وكرمهم، ونهرب من كلّ لامبالاة وعداوة للعيد ولصاحبه. هذا عيدُنا في كلّ يوم.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content