2نوفمبر

عوني الدوس

هو طفل من غزّة قتله الوحشُ وأحلامَهُ في هذا العدوان المجرم. كانت لعوني قناته على "موقع يوتيوب". شاهدتُهُ، بعد أن صار "طيرًا من طيور الجنّة" (العبارة لليوتيوبر أبو فلّة)، يخبر الناس، أصدقاءه المفترَضين، عن شيء من أحلامه. كان واقفًا على أحد طرقات غزّة يمسك بيده ميكروفونًا، ويحكي بثقةٍ تزيّنه ابتسامةٌ تبديه لا يخصّ سوى النهار والآتي العظيم. الناس، على الطريق، حوله أو خلفه، تراهم مشيًا أو في سيّاراتهم، يبدون أنّ غزّة تعجّ بالحياة. هذا كان قبل العدوان الذي أودى بحياة الآلاف من أهله أمام مرآى عالمٍ يأبى معظمُهُ أن يصدّق أنّ هناك مَن يحقّ له أن يحلم سوى الوحش المجرم. كان عوني يحلم أن يتابعه على قناته الملايين. بدأ الطفل يحقّق هذا الحلم بعد أن حوّله القصف إلى ذكرى. لا جريمة في الكون أسوأ من تحويل النهار إلى ليل والمستقبل إلى ماضٍ. آن لقَيدِ الوحشِ أن ينكسر.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content