كانوا شبابًا غيورين، همّهم نقل كلمة الله والعيش بموجبها. وكان الناس حولهم يقدّرون عملهم، ويواكبونه باهتمام شديد.
فكّر هؤلاء، في مطالع خمسينات القرن المنصرم، في شراء منزل لهم، ليجتمعوا فيه، ويرتّبوا أحوالهم، وينظّموا خدمتهم. وما كان ثمن المنزل متوفّرًا معهم. فقرّروا التوجّه إلى الناس في بيوتهم، وطلب عونهم. وفعلوا.
مرّوا على مؤمنين كثيرين، وتباركوا بعطاءات كريمة. وفي مرورهم، تجاوزوا منزل امرأة فقيرة كانت تعرف قرارهم، وتنتظرهم. فصاحت بهم، بعد أن رأتهم قد تجاوزوها، وسألتهم: لماذا تجاوزتموني؟ فاعتذروا أنّهم يعرفون وضعها، ولا يريدون إحراجها. أمّا هي فأعطتهم كلّ ما تملكه (ستّمائة ليرة لبنانيّة). وكان هذا أكبر مبلغ حصلوا عليه!