حفيدتي الكبرى، نور، التي تتمّ سنواتها العشر اليوم، تحرّكني بإصبعها، في أيّ وقت تريد، إلى أيّ مكان تريد. هي تعرف أنّ كلمتها لا تصير كلمتَين عندي. تقول لي: "قفْ"، أقف. "تعال إلى هنا"، تراني أمامها قبل أن تنهي كلمتها... كيف لرجل، قفز إلى ما بعد منتصف عقده السابع، أن تتحكّم فيه فتاة تتمّ اليوم عقدها الأوّل؟ أرتجل في الكلام على عقودي أمامها. الحقيقة أنّني أمامها عينان تنظران إلى إصبع. هذا أنا فقط. هذا وضعٌ لم تفرضه أشواقي التي تكسرني منذ سَفَرها قبل أربع سنوات، بل بدأ معها منذ أن خرجت إلى النور. عندما التقينا في أواخر هذا الصيف الفائت، قلتُ لها في جلسة كنتُ فيها معها وحدنا: "إنْ سُئلتِ عن عمري، اشطبي منه السنوات التي كنتِ فيها بعيدةً عنّي". قالت تمازحني: "أليس جميلاً أن تكون أصغر؟"! ثمّ ابتسمت لي. هذه فتاة خُلقت لتبتسم، ونفرح!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults