لا يعلم معظم الناس أنّ المقابر هي فينا. ما زالوا، إن سألتَهم عنها، يدلّونك على أطراف قُراهم أو على أماكن خاصّة في المدن. يجهل الأكثرون أنّ المقبرة الكبرى هي قائمة في اعتقادي أنّني، في الحياة، موجود من أجل نفسي. تذهلني قصّة العذارى العشر، اللواتي خمس منهنّ حكيمات، وخمس جاهلات (متّى ٢٥: ١- ١٣). فضيحة الجهالة هي في هذا الاكتفاء بالنفس. لِم خمسٌ فقط حكيمات؟ هذا ليس للتأسّف على المهمِلين الكثيرين فقط، بل أيضًا للتذكّر بأنّ خلاصنا ممكن دائمًا. راجعوا مثل العذارى. عندنا فيه حواران، واحد بين العذارى أنفسهنّ يبدي وجهًا من حكمة الحكيمات، والثاني بين العريس والجاهلات. الكلمة القويّة في الحوار الثاني هي في قول العريس: "إنّي لا أعرفكنّ". فيما وصيّة المثل مفتوحة على العالم: "اسهروا"، أي لا تشبعوا من بذل المحبّة. هذا هدم المقابر، أمس واليوم وغدًا!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults