رأيتُهُ. رأيتُهم. كانوا في سيّاراتهم، أمام مدرسة، ينتظرون أحدًا ما، ولدًا، بنتًا، زوجةً، صديقًا أو صديقة. الحيّ، الذي كنتُ فيه، هو غالبًا هادئ يُذكّر ببراري الرهبان. أحيانًا أختار أن أقضي ساعة مشيي فيه. لا أقول إنّ الذي رأيتُهُ أوّلاً قد لفتني أكثر من الآخرين. كان مثله مثلهم. كانوا بمعظمهم يحملون هواتفهم في أيديهم. عبرتُ من أمامه. ثمّ، بعد دقائق، رجعتُ إليه. تزامن رجوعي مع انتهاء دوام المدرسة. خرج أهلُها، كبارًا وصغارًا، كلٌّ إلى مَن ينتظره. رأيتُهُ يبتسم بتكلّفٍ لفتاة صغيرة تتّجه نحوه! افترضتُ أنّها ابنته. جاءتْ في غير وقتها! قاطعَتْهُ عن هاتفه! كنتُ أودّ أن أقول له: "ارمِ الذي في يدك، وخذْها إلى حضنك". لكنّي لم أفعل. لمَن تقول؟! هو صورة عن العالم اليوم! مَن يردّ إلى العالم قلبه؟!
جميع الحقوق محفوظة، 2023