كانت الساعة نحو الثانية فجرًا. أيقظني قرعٌ على باب بيتي. كان هناك رجل لا أعرفه. جاء يطلب كاهنًا يصلّي لقريب له يُحتضر. سألتُهُ عن قريبه. كان من رعيّة أخرى. لم أرسله إلى كاهنهم في هذا الليل، بل قمتُ معه. بعد أن أنهيتُ مهمّتي، أخبرتُ أهل البيت أنّني سأتركهم في عهدة كاهن آخر، كاهن رعيّتهم. عندما خرجتُ، تبعني هجر الكنائس. الناس الذين كنتُ معهم، الذين لا أعرف لِم اختاروني في الليل، الذين تجاوزتُ في خدمتهم حدود الرعايا، لا يعرفون شيئًا عن كنيستهم! في اليوم التالي، أعلمتُ كاهنهم عنهم. أيضًا، لم يعرفهم. هناك أناس ينزلون في المدن، ويختفون فيها. ليس لنا نحن الكهنة، إن سألونا حاجةً في الليل أو النهار، أن نتحوّل معهم إلى قضاة. الخدمة رحمة. هؤلاء الإخوة، عندما ذكروا الصلاة في النهاية، اعتمدوا على الرحمة. مَن يذكّرنا كلّنا أنّ الرحمة هي طلب الحياة إلى النهاية؟
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults